احتضني طفلك ولا تحاصريه
كثير من الآباء والمربين يبذلون جهدهم في تربية أبنائهم حتى ينشؤوا على القيم والأخلاق الحميدة، لكن هذا الجهد قد يضيع سدى إذا ما وفر الوالدان الأجواء الصحية التي تجعل عملية التربية تؤتي ثمارها! فتوفير القدوة الصالحة للأبناء أولى الخطوات التربوية الناجحة التي قد يجهلها الكثيرون، كما أن فهم نفسية الطفل وطبيعة شخصيته من أهم العوامل التي تساعد كثيرا في تربيته وتنمية مواهبه وصقل قدراته.
ويضع التربويون وعلماءالنفس بعضالقواعدالمهمةالتي تعين المربين في عمليةالتنشئة،منها:
الحرص على تعويد الطفل مراقبة الله تعالى كل لحظة، وهذا ما يسميه علماء التربية بالوازع الديني، وهذا يمنعه من كثير من التصرفات السيئة وغير المرغوبة، ولذا أوصى بهذا النبي – صلى الله عليه وسلم – ابن عباس – رضي الله عنهما – فقال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك".
عدم الإفراط في التدليل، بالإضافة إلى الحزم المعتدل، فالطفل يحتاج إلى أن تحبَّه وأن تحتضنه، لا أن تحاصره (لماذا تضحك هكذا؟ لماذا تمشي هكذا؟.. انطق الكلمات نطقاً سليماً.. لا تلعب بشعرك.. اذهب ونظف أسنانك... إلخ)؛ فكلّ ذلك قد ينعالجهاز الانثوي في نفس الطفل فيولِّد حالة من عدم الاطمئنان، أو فقدان الثقة بالنفس. فهو يحتاج إلى الرعاية الممزوجة بالثقة، ويحتاج إلى أن تعلِّميه كلّ جديد دون أن تكرهيه عليه.
وجهي طفلك نحو الكمال، ولكنبقدر يستطيع من خلاله أن يدرك أن الكائن البشري معرض للخطأ وعليه الاستفادة من أخطائه.
احرصي على مشاركة طفلك في لعبه، وتوجيهه إذا أخطأ، ومداعبته، فهذا من أفضل وسائل التوجيه، وله أثره العظيم على نفسية الطفل.
تعاملي مع طفلك على نحو يشعره بالثقة والاحترام، وتجنُّبي النقد والتعنيف والتجريح: فمن العبارات التي تزعج الأبناء: "أنت غبي، لا تفهم..." إلى آخر ذلك من الألفاظ القاسية النابية التي تُشعر الطفل بالدونية والمهانة.
احرصي على تنمية مواهب صغيرك وهواياته النافعة، وشجعيه إذا كان لديه قدرة على الإلقاء أو الخطابة أو ترتيب المنزل وتجميله كما تحب بعض الصغيرات، وتحملي ما ينجم عن مثل هذه الاهتمامات من أخطاء.
اعلمي أن هناك فرقا بين اعتناق مبدأ ما وعدم الثبات عليه، فكوني قدوة في أقوالك وأفعالك، فعدم الثبات على مبدأ معين من شأنه أن يفقد الصغير ثقته بوالديه.
الاهتمام المبالغ به أحياناً بتوعكات الطفل، قد يفتح أمامه نوافذ مشروعة للحصول على أكثر من حاجته من الرعاية، فالتظاهر بالمرض أحياناً يصبح مطية للحصول على اهتمام دائم، وبالتالي تصبح عادة سيئة قد يمارسها الطفل على المدى الطويل من عمره..
التجريب واكتشاف العالم من أنواع الفضولالتي تلازم الصغير، فتحلي بالصبر إزاء استفساراته ومحاولاته العديدة في خوض تجارب تعلمه الاعتماد على الذات. وحاولي الإجابة عن أسئلته وإرضاء فضوله بما يلائم سنه.
مخاوف الصغير غالباً ما تكون حقيقية إزاء أمور شتى، فمن المناسب عدم السخرية بها أو التقليل من شأنها، حيث إن مناقشتها مع الصغير قد تشعره بالطمأنينة الشديدة، بالإضافة إلى إحساسه بضآلة فزعه ومن ثم تلاشيه..!!
وأخيرا.. لا تنسي الدعاء فإن له أثرا عجيبا، ولنتأمل حال الأنبياء – عليهم السلام – فقد قال إبراهيم كما أخبر الله تعالى عنه: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} وقال عنه أيضاً: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء}.
وفي الحديث: "ثلاث دعوات مستجابات ـ وذكر منها ـ دعوة الوالد على ولده" وفي رواية: "دعوة الوالد لولده"؛ كما جاء في الحديث: "لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم إلا بخير، فتوافق ساعة لا يسأل فيها عطاء إلا أعطى".